التدويل من رصيف المرفأ: رسالة قواتية إلى الأمم المتحدة
ترافق مشهد اقصاء المحقق العدلي فادي صوان وتعيين المحقق العدلي طارق البيطار مع مطالبة بتحقيق دولي في جريمة مرفأ بيروت.
خمسة عشر نائبًا من القوات اللبنانية وقّعوا على عريضة أرسلتها اليوم الاثنين القوّات اللّبنانية إلى الأمم المتحدة، إذ زار نواب قواتيون اليوم، وعددهم أربعة، مكتبَ الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتييرز لتسليمه الرسالة التي نصّت على التالي:
نرفع باسم قسم من نواب يمثلون الشعب اللّبناني بحكم الدستور هذه المطالبة لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للتحقيق في جريمة المرفأ التي ذهب ضيحتها أكثر من مئتي ضحية وستة آلاف جريح .
إنّ الأكثرية الساحقة من الشعب اللّبناني تطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بشكل يؤدي إلى نتائج حاسمة حول كيفية حصول التفجير وأسباب تخزين المواد المتفجرة في المرفأ. خصوصًا وأنه يصعب الركون إلى أيّ تحقيق تتدخل فيه السلطات السياسية اللّبنانية. وهي بمعظمها متّهمة أقلّه بالتقصير في ترك المواد لأكثر من ست سنوات في المرفأ. فالارتباك هو الصفة الحقيقية للتحقيق بسبب الضغط السياسي الهائل الذي يتعرض له المحقق العدلي خصوصًا بعد ادّعائه على سياسيين.
وفي النص أربعة بنود هي الأسباب الموجبة للمطالبة بالتحقيق الدّولي وهي:
- أوّلا الضغط السياسي
- ثانيًا عدم الوضوح في هوية الجهة التي أرسلت المواد إلى المرفأ.
- ثالثا الاعتماد على التسريبات الإعلامية لمعرفة تفاصيل التحقيق.
- رابعًا الاستمرار بإدخل المواد المتفجرة إلى مرفأ بيروت.
وبالاستناد إلى المادة 34 من ميثاق الأمم المتحدة نطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية ليستعين بتحقيقاتها القضاء اللّبناني لتبيان الجهة الفاعلة والتعويض عن المتضرّرين.
وتشرح المصادر القواتية الفرق بين لجنة التحقيق الدولية ولجنة تقصّي الحقائق الدّولية على أنّ الأخيرة يستطيع أن يقرّها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتييريس ولا تحتاج إلى إجماع لإقرارها.
الكتائب اللّبنانية بدورها كانت أوّل من طالب بتحقيق دولي بعد التفجير مباشرة فيما يبدو موقف الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل رافضًا أو على الأقل متجنبُا الحديث عن هذه القضية حتى الساعة .
غير أنّ المطالبة بالتحقيق الدولي في انفجار المرفأ انسحب على الأزمة اللّبنانية مع مطالبات بكركي بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان تحت رعاية الأمم المتحدة. وفد من نواب القوات اللّبنانية سيزور بكركي هذا الأسبوع لدعم مواقفها. نائب القوات وهبة قاطيشا يتحدث عن دعم حزبه لاستعانة دولية لخرق الأزمة اللّبنانية. يقول وهبة أنّ الأزمة وصلت إلى حائط مسدود ولا أفق لأيّ خرق فيها. حتى المبادرة الفرنسية تترنّحت اذا لم نقل سقطت في الاشتباك الحكومي. لبنان أشبه بفنزويلا لجهة الحصار الذي يتعرّض له. محاصرون نحن بلا أيّ أفق. يضيف وهبة أنّ الاستعانة بالدول قد تكون الحل. هكذا حصل في لوزان وهكذا حصل في الطائف وفي الدوحة أيضًا. ومن يمتلك مفاتيح حلّ آخر ليقدمه قبل فوات الأوان.
وفي الوقت الذي قال فيه نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في مؤتمر “إنّنا متّحدون ضد التطبيع، نحن في حزب الله لبنانيون وطنيون حتى النخاع ولا نخضع لمقولة الحماية الدولية لبلدنا، أطلقت بعض الأوساط هاشتاغ بكركي لا تمزح ردًّا على من يستخف بدعوة بكركي إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان. وتعبيرًا عن دعم هذا المطلب سيشهد صرح بكركي وقفة تضامنية شعبية مع مطالبها السبت المقبل.
ينتقل المشهد السياسي إلى عنوان أكثر سخونة من غيره وإن يرفض الداعون إليه تسميته بـ”تدويل الأزمة اللّبنانية”. هل تدوَّل الأزمة من على رصيف مرفأ بيروت وسط انسداد الأفق الحكومي؟ أم أنّ كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن أن التدويل يعني الحرب سيردع تطوّر المسار نحو السيناريو الآخر. أم أنّ للمخرج حلًّا ثالثًا؟ حل يكون باستعانة دولية ولا تدويل بالمعنى الأمني؟ أسئلة كثيرة تطبع المشهد السياسي. إلّا أنّ أهم ما فيها أنّ أيّ استعانة دولية كما حصل في الطائف ولوزان ان حصلت، ستضع النظام اللّبناني طبقًا رئيسًا على جدول أعمالها.
جوزفين ديب